اخي وصديقي الرئيس جوزيف طربيه
اصحاب المعالي و السعادة
زملائي الاحباء
ايها الحفل الكريم
بداية كل الشكر والامتنان لك يا اخي جوزيف على هذه الكلمات التي دخلت قلبي وقد اجزلتني أكثر مما استحق، فأنا واحد منكم زملائي الاعزاء واعتبر ان كل ما قمت به، وكل ما انجزته خلال مسيرتي المهنية والعامة ما كان ليكون لولاكم، ولولا اني عملت من خلال جسم الهيئات الاقتصادية ووحدة مواقفها بكل قطاعاتها، والجسم المصرفي في الطليعة. وكما أشار عزيزي الرئيس طربيه فقد مررنا بمراحل صعبة على الصعيدين الوطني والاقتصادي، وكثيرا ما كان لبنان يتعرض لهزات كبيرة ومصيرية، وتمكنا معا كل في مجاله من التغلب على الصعاب. وتعرفون كم كان حجمها في العقود الثلاثة الأخيرة.
اعزائي و احبائي،
انه لشرف كبير ان اقف اليوم بينكم في هذا الحفل الذي اردتم من خلاله تكريمي. وانا جد ممتن، واعتبر ان تكريمكم لي اليوم بمناسبة تبوئي منصبا وزاريا في حكومة الوحدة الوطنية انما هو تكريم لكل واحد منكم، لكل من عمل في سبيل لبنان، ولكل من أحب هذا الوطن وأخلص له. وانا زميلكم الذي يدخل الحكومة الجديدة لا لكي يمثل قطاعا او جزءا من التحرك الاقتصادي في البلاد، بل لكي يعكس بأمانة مصالح الناس الحقيقية. ومصالح الناس بالنسبة اليَّ تتصل بشكل مباشر بالقطاع الخاص مصدر المبادرات الفردية والقطاع المصرفي عاموده الفقري الذي اسهم ولا يزال في تأمين استقرار مالي، اقتصادي ومعيشي مكن لبنان – على سبيل المثال – من تجاوز الازمة المالية العالمية الاخيرةبحيث تحول لبنان إلى ملجأ أساسي للرساميل والاستثمارات الباحثة عن ملاذات مالية آمنة.
ايها الحفل الكريم ،
ان انضمامي الى حكومة الوحدة الوطنية مستندا الى ثقة فخامة الرئيس ميشال سليمانوالرئيس سعد الحريري، انما اعتبره فرصة كبيرة لي لكي اسهم مع زملائي في الحكومة في انهاء حالة اللاستقرار التي سادت الفترة المنصرمة ، وفي البحث عن كل مايوحد اللبنانيين ويقرب في ما بينهم، وفي العمل على التطلع الى المستقبل بعين التفاؤل، ومواجهة الاستحقاقات الداهمة منها والبعيدة بمنتهى الجد والجهد، ورسم خط
فاصل بين الخلافات حول القضايا السياسية والاجماعات حول القضايا الاقتصادية والاجتماعية. فالمواطن لا يأكل من التصاريح الطنانة والرنانة، ولا تشبعه الشعارات الفضفاضة ولا يتغذى من المزايدات الاعلامية.
ان المواطن يريد منا ان نعمل، وينتظر منا افعالا لا اقوالا، ولا وعودا تذهب مع الرياح. من هنا كانت نيتنا وارادتنا كحكومة وحدة وطنية متضامنة فيما بينها ، ان نذهب في اتجاه مقاربة شؤون الناس وشجونهم في كل المجالات وفي ادنى التفاصيل لكي نطلق دورة جديدة لتحسين حياة المواطن بشكل ملموس. وسوف نعمل بكل ما اوتينا من قوة واصرار وعزيمة من اجل ان نكون في خدمة اللبنانيين، كل اللبنانيين.
ايها الاخوة الاعزاء،
اني عندما انظر الى كل هذه الوجوه الطيبة الحاضرة في هذه القاعة انما اشعر وكأني أرى في كل منكم صفحة من تاريخ حياتي. فمع كل فرد منكم اتقاسم شيئا من حياتي التي اعتز بها ومعكم اكمل المسيرة في خدمة بلدي .
اني اذ اكرر الشكر للصديق الرئيس جوزيف طريبة ، و لكم فردا فردا على التفافكم حولي في هذه المناسبة الطيبة ، اتمنى ان يشاطرني كل لبناني ولبنانية هذه اللحظة الثمينة من حياتي التي تجمعني بكم هنا متطلعاً وأياكم إلى أن نكمل معاً مسيرة الحفاظ على لبنان وعلى نموه وازدهاره عشتم وعاش لبنان.