حذّر من مخاطر الخطاب المتوتر على الإستقرار
القصّار: لا يجوز أن تظل لقمة عيش المواطن رهينة السياسة
أسف وزير الدولة عدنان القصّار "لوصول لغة التخاطب فيما بين الفرقاء السياسيين إلى هذه الدرجة من الإنحدار، التي يؤدي استمرارها إلى تعريض الإستقرار والسلم الأهلي في لبنان إلى الخطر".
ودعا الوزير القصّار في تصريح له جميع القوى السياسية "للعودة إلى رشدها السياسي، والتحاور فيما بينها ضمن الأطر الدستورية وليس عبر المنابر الإعلامية"، لافتا إلى أنّ "البلاد لا تحتمل بأي شكل من الأشكال أية سجالات سياسية ولا خضّات أمنية، ولأجل ذلك فإنّ القوى السياسية مطالبة بترسيخ الإستقرار عبر الإقلاع عن لغة التخوين فيما بينها، لا سيّما وأنّ هذه اللغة كانت في العديد من المحطات السياسية وقودا للفتنة".
وأعرب القصّار عن دعمه لموقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ودعوته القوى السياسية على اختلافها إلى التحاور عبر المؤسسات الدستورية، والتزام الثوابت الوطنية الجامعة التي وحدها تجنب لبنان الانزلاق إلى مخاطر لا يمكن للبنان تحمل نتائجها في هذه الظروف المصيرية والصعبة اقليمياً وداخلياً .
واضاف: " في كل المراحل الصعبة التي مر بها لبنان أكدت الاحداث أنه لا حل إلا بالتفاهم وبالجلوس معاً في اطار حوار يحكمه الهدوء والرصانة والاعتدال، فلبنان لا ينهض إلا بالتوافق والاستقرار"
ولفت الوزير القصّار إلى أنّ "المواطن اللبناني سئم وملّ من استمرار حالة التصادم السياسي ، لا سيّما وأنّ هذه الحالة تنعكس يوميا سلبا على الواقع الإقتصادي للبلد، الأمر الذي يرتد على معيشة المواطن ومصالحه، ويزيد في هموم الناس ومتطلباتهم ونحن في بداية عام دراسي وعلى ابواب فصل شتاء له متطلباته وسط ازمات كثيرة كالكهرباء والسير والمياه وسواها."
وإذ اعتبر أنه "في الوقت الذي كان من المرتقب أن يحقق لبنان في خلال هذه السنة نموّا إقتصاديا لافتاً، وأن يرتفع حجم الإستثمار العربي والأجنبي في لبنان، نجد بأنّ هذا الأمر قد لا يتحقق بسبب الحالة السياسية غير المستقرّة التي تشهدها البلاد منذ عدّة اشهر"، وأشار إلى أنّ "المستثمر يبحث عن الإستقرار ليستثمر أمواله، وبما أنّ هذا الوضع للأسف غير متوفّر في لبنان، فإنّ العديد من المستثمرين العرب في حال استمرار الوضع على حالته من التأزم قد يغيرون وجهة استثماراتهم إلى بلدان أخرى أكثر أمنا واستقرارا، من هنا لا يجوز بأي شكل من الأشكال أن يظل الإقتصاد اللبناني أسير السياسة ومماحكاتها، وبالتالي فإنّ جميع القوى السياسية مدعوة إلى تغليب مصلحة الوطن والمواطن على حساب مصالحها الشخصية، وهذا يتطلّب منها عقلنة خطابها السياسي والتحاور فيما بينها في سبيل الوصول إلى رؤية وطنية مشتركة، تجنّب من خلالها البلاد الفوضى وخطر الإقتتال فيما بين اللبنانيين".