اتصالات للقصار بسليمان وسفراء الخليج وتركيا:
إطلاق المخطوفين وعدم المسّ بعمق لبنان الاقتصادي
أجرى رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير عدنان القصار اليوم اتصالا برئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وبحث معه التطورات التي شهدتها البلاد في اليومين الماضيين، وتأثيرها على السلم الأهلي، وأمن المواطن، والاقتصاد والاستقرار في البلاد. وأكد دعم الهيئات الاقتصادية الجهود التي يبذلها فخامته لمعالجة الأمور، وجلسات الحوار وكل ما يقرب بين اللبنانيين لمصلحة الوطن. واتصل القصار بسفراء المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات وتركيا مؤكدا على العلاقات الوطيدة وأواصر المحبة التي تجمع لبنان والدول الشقيقة والصديقة التي يمثلون. وأبدى أسفه وشجبه التعرض لرعاياها.
وناشد القصار في معرض تناوله التطورات الأخيرة على خلفية قضية المختطفين اللبنانيين في سوريا وردود الأفعال عليها، الحكومة والقوى والأحزاب واللبنانيين جميعا إلى تغليب لغة العقل والمواطنة، والتبصر في مصلحة البلاد والعباد لاجتياز هذه المرحلة العصيبة التي نمر بها. وحضّ الشخصيات السياسية بصرف النظر عن انتماءاتها إلى العمل على إطلاق سراح المختطفين فورا ومن دون شروط للعودة إلى عائلاتهم سالمين آمنين. كما وإطلاق سراح كل المختطفين في لبنان من سوريين وعرب ورجل الأعمال التركي . وقال أن المطالبة المشروعة والملحة بإطلاق الأبرياء من اللبنانيين، لا يسوغ في حال من الأحوال التعرض لأبرياء لا ناقة لهم ولا جمل سوى أنهم متواجدون في بلادنا سعيا وراء لقمة العيش، او بصفة دبلوماسية، أو لغايات أخرى مشروعة تحت كنف القوانين والسلطات الرسمية. وأي تجاوز في هذا المجال يفقد قضية المختطفين من أبناء الوطن بعدها الإنساني. إذ لا يجوز اختطاف بريء لإطلاق بريء آخر.
وشدد رئيس الهيئات الاقتصادية على وجوب عدم المسّ بالأشقاء العرب من دول مجلس التعاون وغيرهم، دبلوماسيين كانوا أم سائحين ورجال أعمال. فدول الخليج التي وقفت مع لبنان في كل المحن والصعاب التي واجهها، ومدته بالعون والمساعدات، وكان لها موقف داعم كبير ماليا وسياسيا بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006، لا يجوز أن نرد لها الجميل إلا بروح الأخوة والوفاء وحسن الضيافة. خصوصا، وان هذه الدول تحتضن مئات آلاف اللبنانيين يعملون لديها، وهم موضع تقدير واحترام إلى أي فئة أو طائفة انتموا. ولدينا بعثات دبلوماسية في تلك الدول تمثل لبنان وتحظى بالرعاية وحسن الضيافة.
وأسف القصار لقطع طريق المطار في وجه اللبنانيين والزائرين، وهو الشريان الحيوي وبوابة الوطن التي يجب أن تبقى مشرعة وطرقها آمنة أيا تكن الظروف والأحوال. فهذه الممارسات لا تكسب أحقية لقضية، وتؤذي البلاد والاقتصاد، وتمعن في صدع الدولة ومؤسساتها، وتعطي صورة بشعة عن الوطن وشعبه وتضر بكل اللبنانيين من دون استثناء.
وختم رئيس الهيئات الاقتصادية بالتحذير من سلبيات الوضع القائم على الاقتصاد ونموه وعلى فرص العمل ومعيشة اللبنانيين. ولفت السياسيين واللبنانيين إلى وجوب استيعاب النتائج الخطيرة التي تترتب على دوام الحال الراهنة حين تصل الأمور حدود التعرض لعمق لبنان الاقتصادي المتمثل بدول مجلس التعاون ولأصدقاء لبنان الذين ناصروا قضاياه بالدعم المادي والمعنوي والدبلوماسي.