يسعدني أن أرحب بكم في هذا اللقاء الأخوي لنحتفل معاً بتكريم اخ عزيز من اسرة فرنسَبنك يغادرنا تاركاً في مواقع شغلها لدى مصرفنا، بصمات بيضاء أكدت مثاليته وعلو كفاءته ودماثة اخلاقه.

 

وليست هذه الصفات غريبة على من نكرمه اليوم، عنيت به الصديق والأخ الأستاذ رائد شرف الدين وهو الذي ولد وترعرع وتعلم في مدرسة اجتماعية وسياسية ودينية سمحاء تعالت على الطائفية والمذهبية لتؤسس مشروع وطن للعدالة والمحبة والتقدم، إنها مدرسة الإمام المغيب السيد موسى الصدر.

 

وإذا كانت خسارتنا ورفاق رائد في فرنسَبنك كبيرة بمغادرتنا جراء مهنيته العالية ومناقبيته، فان ما يعوضنا هو ان يربح لبنان والمصرف المركزي بتبؤ الأخ رائد منصب النائب الأول لحاكم مصرف لبنان الأستاذ رياض سلامة ليشكلا مع السادة نواب الحاكم الآخرين مجلساً مميزاً بقيادة حكيمة وأعضاء أكفاء ترك اختيارهم لهذا المنصب ارتياحاً واسعاً في الأوساط المصرفية والمالية والاقتصادية بعد انتهاء خدمات زملاء قدموا للمصرف المركزي والقطاع المصرفي خدمات نذكرها باعتزاز.

 

 

ان تكريمنا للأخ رائد شرف الدين، إضافة إلى تكريمه كواحد من أركان الإدارة في مصرفنا، هو تعزيز لنهج عائلي لدى مصرفنا تتفاعل فيه الكفاءات وتنمو في مناخ يتيح لأصحاب الكفاءة والأخلاق فرص التقدم والتطور، وحتى التخرج إلى مواقع عامة تغني بهم، ويغتنون هم بمعارف جديدة ومسؤوليات جسام.

 

وما تشكيلة المجلس المركزي الجديد لمصرف لبنان سوى احدى هذه المواقع الكبرى التي نراهن على نتائجها الايجابية على القطاع المصرفي الذي تجاوز، بفعل السياسة الحكيمة لحاكم مصرف لبنان الأستاذ رياض سلامة والسهر الدؤوب لرئيس وأعضاء لجنة الرقابة عن المصارف وتجاوب القيادات المصرفية، الذي تجاوز إذاً انعكاسات الازمة المالية العالمية التي أصابت معظم مصارف العالم، مما عزز ثقة الصناديق والمؤسسات المالية العربية والدولية بالسياسة النقدية المتبعة في لبنان والتي أدت إلى استقرار سعر العملة الوطنية وزيادة التدفقات النقدية وارتفاع احتياطات مصرف لبنان إلى أعلى مستوى في تاريخه.

 

ان هذه المعطيات الايجابية، وهذه الثقة تحتاج كي يفيد منها اقتصاد لبنان بشتى قطاعاته، إلى تضافر جهود جميع اللبنانيين خصوصاً رجال السياسة منهم، وبالأخص عشية الانتخابات النيابية بحيث ندعوهم بإلحاح إلى التزام التهدئة في الخطاب السياسي، بل ندعو إلى التعاضد الوطني بين قوى المجتمع كافة لمواجهة التحديات المحيطة بنا واجتناب تداعيات الأزمة الاقتصادية التي لم تنحسر بعد.

 

إنني إذ أرحب بكم مجدداً، اشد على يد الصديق رائد وأهنئه بانضمامه إلى الأسرة الجديدة معتبراً قطاعنا المصرفي ومصرف لبنان عائلة واحدة تعمل لهدف واحد هو تعزيز اقتصاد لبنان الواحد الموحد.