كلمة معالي الأستاذ عدنان القصّار
رئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية
في حفل افتتاح "ملتقى لبنان الاقتصادي"
الخميس 16 آذار 2017
فندق فينيسيا – بيروت
دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ سعد الحريري،
أصحاب المعالي والسعادة،
الحضور الكريم،
إنه لمن دواعي السرور أن أشارك في "ملتقى لبنان الاقتصادي"، وإنه لفخر واعتزاز كبيرين أن ينعقد هذا الملتقى تحت الرعاية الكريمة لدولة الرئيس الأستاذ سعد الحريري، متوجهين له بالتقدير الكامل على الجهود التي تبذلها حكومته، في إطار العهد الجديد الذي انطلق مع فخامة الرئيس العماد ميشال عون، من أجل إرساء وترسيخ مرحلة جديدة من الاستقرار السياسي، والمعالجة الناجعة لملفات إقتصادية واجتماعية ومالية ملحّة.
ويسعدني أن أهنئ مجموعة الاقتصاد والأعمال ورئيسها التنفيذي الأستاذ رؤوف أبو زكي على التنظيم الناجح لهذا الملتقى،كما عوّدنا دائماً، وعلى ما تقوم به من دور فعّال في مواكبة احتياجات تطوير الاقتصاد اللبناني وعلاقاته العربية.
دولة الرئيس،
أيها الحفل الكريم،
ينعقد هذا الملتقى في دورته الرابعة وعلى جدول أعماله عدة مسائل وقضايا إستراتيجية في طليعتها الخطط المطلوبة لاستنهاض إمكانات الاقتصاد اللبناني بعد سنوات من النمو المتباطئ. ومن أولى الإيجابيات خطوة الحكومة اللبنانية بإقرار موازنة جديدة للعام 2017 وذلك للمرة الأولى منذ العام 2005، وهذا مؤشر إيجابي يؤكد عزم العهد الجديد والحكومة على إقفال ملف قطع الحسابات المتراكم وعزمها على تصحيح أوضاع المالية العامة للدولة. وجباية أموالها المستحقة، وأيضاً ضبط الهدر والفساد والتهريب من أجل التقليل من عجز الموازنة والاستدانة.
ويسعدنا جدا أن نرى الحكومة وقد إنصرفت فور نيلها الثقة الى البحث بجدية وحزم في ملفات حيوية مثل النفط والغاز والطاقة والكهرباء، وقانون الشراكة بين القطاعين العام والخاص من أجل إطلاق الاستثمارات والتمويلات لقطاعات البنى التحتية المتنوعة.
هذا إلى جانب قانون الانتخاب الضروري لتعزيز ثقة اللبنانيين والخارج بقدرة لبنان على إنجاز الاستحقاقات الوطنية الكبرى. وكذلك ملف النزوح السوري إلى لبنان الذي يتطلب إدارة دقيقة ومتوازنة بين الحاجات الإنسانية والاجتماعية للنازحين، وإمكانات البلد الاقتصادية والمالية.
أيها الحفل الكريم،
في موازاة ذلك كله، قامت السلطات السياسية المسؤولة بتكثيف جهودها بإتجاه إعادة ترتيب وتطوير علاقات لبنان بمحيطه الخليجي. ونحن لنا ملىء الثقة بأن الزيارات التي يقوم بها فخامة الرئيس العماد ميشال عون إلى الدول الخليجية، قد ساهمت وستساهم مستقبلا في عودة الرعايا الخليجيين إلى لبنان.
فلبنان لا يمكنه إلا أن ينوه بمحبة الدول العربية وخاصة دول الخليج العربي التي احتضنت اللبنانيين، فكانت ولا تزال عوناً وسنداً للشعب اللبناني في الزمن الصعب، كما في زمن البناء والإنماء.
أيها الأعزاء،
مهما كان حجم التحديات الجاثمة في لبنان والعالم العربي، فإننا يجب أن نعتبر هذه المرحلة هي مرحلة إستنهاض طاقات اقتصاداتنا للانتقال إلى مرحلة جديدة من الاستثمار للإمكانات الواعدة في بلداننا، وترسيخ الاستقرار في أوطاننا، وزيادة درجات التكامل والانفتاح بين أسواقنا.
متمنياً لهذا الملتقى التوفيق والنجاح في تحقيق أهدافه المنشودة.
والسلام عليكم.