تابعت الهيئات الإقتصادية، جولاتها على القيادات السياسية ورؤساء الكتل النيابية، وزار اليوم وفد منها ، رئيس مجلس النواب نبيه برّي في عين التينة، حيث سلّمه المذكّرتين اللتين رفعتهما الهيئات، إلى كل من وزيري المال محمّد الصفدي، والإقتصاد والتجارة نقولا نحّاس، ورئيس لجنة الإقتصاد والتجارة النائب نبيل دو فريج واعضاء اللجنة من السادة النواب. وأشادت الهيئات الإقتصادية خلال اللقاء بمواقف الرئيس نبيه برّي الوطنية، مثمّنة الدور الوفاقي الذي يلعبه في هذه المرحلة المصيرية من تاريخ لبنان والمنطقة، معتبرة أنّ "لبنان في ظل هذا الظرف الداخلي والخارجي المعقّد، أحوج ما يكون إلى سياسيين من أمثال الرئيس برّي الذي شكّلت خطاباته الأخيرة ولا سيّما في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر صمام أمان لتحصين الساحة الداخلية من الفتنة والإقتتال".
في المقابل وإذ جددت الهيئات الإقتصادية بعد اللقاء تأكيدها على أنها ليست ضدّ الحقوق المشروعة والمكتسبة للعمّال لتحسين ظروفهم وأوضاعهم المعيشية، أعلنت في الوقت ذاته أنها ضدّ أي زيادة وهميّة لا تحقق أي تطلعات للعمّال، وتؤثّر بالتالي على الإستقرار الإقتصادي، وعلى القدرة الشرائية للمواطنين الرازحين في الأساس تحت أعباء معيشية ضاغطة، مثمّنة في هذا الإطار، وقوف الرئيس نبيه برّي إلى جانب الإقتصاد والإقتصاديين، معلنة أنّ ما أعلنه بشأن رفضه الزيادة الملحوظة للرؤساء والنواب والوزراء في مشروع سلسلة الرتب والرواتب الذي أقرّته الحكومة، يعدّ أمراً في غاية الإيجابية ويمثّل أرضيّة صالحة يمكن البناء والتأسيس عليها، لإيجاد الحلول الناجعة لمعالجة الأزمة الإقتصادية المستجدّة.
وكانت الهيئات الإقتصادية، استهلت اليوم جولاتها على القيادات السياسية بزيارة رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون في الرابية، حيث هنّأته بسلامته من محاولة الإغتيال التي تعرّض لها في صيدا الأسبوع الماضي، وسلّمته كذلك المذكّرتين اللتين سبق وأن أودعتهما في تصرّف القيادات السياسية التي التقتها أمس، بالإضافة إلى وزيري المال محمّد الصفدي، والإقتصاد والتجارة نقولا نحّاس، ورئيس لجنة الإقتصاد والتجارة النائب نبيل دو فريج، وأكّدت الهيئات أنّ موقفها من مشروع سلسلة الرتب والرواتب نابع من الحرص على مصلحة الإقتصاد الوطني والمواطن اللبناني، كون توجّه الحكومة سيرتّب أثارا سلبية على تنافسية الاقتصاد الذي يواجه في الأساس ركودا لم يسبق وأن واجهه حتّى في أصعب الظروف السياسية والأمنية.
وإذ أكّدت الهيئات الإقتصادية أنّ "الخلل الأساسي في الزيادات الضريبية المقترحة لتمويل السلسلة يكمن في غياب الرؤى الإصلاحية التي تحدّ من الضرر الناجم عن غيابه"، رأت أنّ الحل يكمن في ترشيد الانفاق، والحد من الهدر المستشري في معظم مؤسسات الدولة، ومكافحة الفساد ، إضافة إلى وضع الدولة لخطّة استراتيجية إقتصادية-إجتماعية، تعمل من خلالها على الاستثمار في المواقع المجدية.
هذا وكانت الهيئات الإقتصادية، زارت مساء أمس رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط في منزله في كليمنصو، وسلّمته نسخة عن المذكّرتين، على أن تلتقي بعد ظهر اليوم رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع في مقرّه في معراب، لتستكمل جولاتها غدا بزيارة رئيس كتلة المستقبل الرئيس فؤاد السنيورة، وذلك لتسليمهما المذكّرتين الإقتصاديتين ووضعهما في صورة ما يعانيه الإقتصاد الوطني.