في إطار التحرّكات، التي بدأتها الهيئات الإقتصادية على القيادات السياسية، بهدف وضعها في صورة المخاطر التي يواجهها الإقتصاد اللبناني، بفعل الوضع السياسي الداخلي والخارجي المتأزّم، زار وفد من الهيئات، برئاسة الوزير السابق عدنان القصّار، فخامة الرئيس أمين الجميّل، في دارته في بكفيّا. وقد سلّم الوفد الرئيس الجميّل، المذكّرتين اللتين وضعتهما الهيئات الاقتصادية في تصرّف وزيري المال محمّد الصفدي، والإقتصاد والتجارة نقولا نحّاس ورئيس لجنة الإقتصاد والتجارة النائب نبيل دو فريج واعضاء اللجنة من السادة النواب ، والمتعلقتين بتداعيات إقرار سلسلة الرتب والرواتب، وتوجّه الحكومة إلى فرض المزيد من الضرائب في موازنة العام المقبل. وتحدّث الوزير القصّار باسم الوفد، فقال "لقد وضعنا الرئيس الجميّل في صورة المشاكل التي يعانيها الإقتصاد الوطني، وسلّمناه مذكّرتين كنّا قد رفعناهما في وقت سابق، إلى كل من وزير المال محمّد الصفدي، ووزير الاقتصاد والتجارة نقولا نحّاس، ورئيس وأعضاء لجنة الإقتصاد الوطني، وقد كانت الآراء متطابقة إلى حدّ بعيد مع الرئيس الجميّل، الذي أبدى تأييده لمواقفنا الداعية إلى حماية الإقتصاد الوطني، وتحييده عن التجاذبات السياسية، في ظل التحديات الداخلية والخارجية التي يواجهها منذ مدّة ليست بقصيرة". وأضاف: "إنّ التحرّكات التي بدأتها الهيئات الإقتصادية تجاه القادة السياسيين ، رفضا لمشروع سلسلة الرتب والرواتب، ليست موجهة ضد الحكومة وقرارتها، كما وأنها ليست موجهة ضدّ الطبقة العمالية المستفيدة من هذا المشروع، وفي هذا المجال وإذ نشدد على حقوق العمّال المكتسبة والمشروعة، نعتبر أنّ لا مصلحة للعمّال في السلسلة التي أقرّتها الحكومة، كونها سترتّب مفاعيل سلبية كبيرة، على الإقتصاد الوطني وعلى مصالح اللبنانيين، من جرّاء السلّة الضريبية التي تنوي الحكومة إدخالها على الموازنة الجديدة، لتمويل العجز الذي سيترتّب عن إقرار السلسلة والمقدّر سنويا بحوالي ملياري دولار أميركي". وختم القصّار بالقول: "إزاء التراجع الاقتصادي الحاصل ، وعدم توفر شروط لحماية للإقتصاد ، وارتفاع منسوب الانفلات الأمني وتنامي ظاهرة الخطف مقابل الفدية، كان لا بد على الهيئات الإقتصادية أن تتحرّك، وأن تدافع عن مصالح الإقتصاد الوطني، ومصالح المواطنين اللبنانيين، لأنه باختصار ليس مسموحا تحت أي ظرف من الظروف العبث بالإستقرار الإقتصادي، ولذلك نناشد الرؤساء الثلاثة وجميع القيادات الوطنية، تحمل مسؤولياتهم التاريخية، لتحصين اقتصادنا ، حتى لا يلاقي مصير اليونان وإيطاليا وأسبانيا، وباقي الإقتصادات التي تتفوّق بأشواط على الإقتصاد اللبناني ". هذا ويشار إلى أنّ الزيارة التي قامت بها الهيئات الإقتصادية إلى فخامة الرئيس أمين الجميّل، ستستتبعها مساء اليوم بزيارة إلى رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، على أن تستكمل جولاتها غدا وفي الأيام المقبلة على كافة المسؤولين السياسيين.